الدكتور حلمي محمد الحجار04/02/2011 // جريدة النهار
في المهرجان الذي نظمه قطاع الشباب في تيار المستقبل في القاعة العامة لكلية الحقوق والعلوم السياسية في الجامعة اللبنانية ـ الفرع الثالث ـ سمعنا النائب السابق السيد مصطفى علوش يرد على موقف سياسي للأستاذ وليد جنبلاط؛ ولكن فاجأنا في هذا الكلام بأن صيغة الرد جاءت بلغة التهجم على الشخص باستعمال عبارات نابية تتناول صاحب الموقف بدل نقد وتحليل الموقف ذاته
وإذا كان القصد من ذلك الرد هو الدفاع عن مواقف للرئيس سعد الحريري أو لتيار المستقبل، فنعتقد أن الكلام يمكن أن يسيء للاثنين أكثر مما يفيد، وآية ذلك ان العمل السياسي ترافقه أحياناً تقلبات تفرضها ظروف معينة بحيث تبعد الصديق عن صديقه والرفيق عن رفيقه. من هنا تكون الرؤيا السليمة في مثل تلك الظروف أن يضيق الصديق المسافة التي أبعدته عن صديقه بقدر ما تلهمه حكمته وحنكته وعلى أمل أن تزول تلك الظروف، ومن ثم فان منتهى الحكمة ان يحفظ الصديق شعرة معاوية مع صديقه في مثل تلك الظروف. في حين أن قصر النظر يتجلى عند احد الصديقين عندما ينزلق لأن يجعل من البعد الظرفي مع صديقه خصومة أوعداوة بينهما، لأنه عند ذلك يكون قد حقق للخصم مبتغاه.
وإذا كنا نسوق هذا الكلام بالمطلق، فبأولى دررجة أن نقوله هنا متى كان للصديقين والرفيقين تاريخ مشترك يصعب تجاهله.
لقد ساءنا أن نسمع من أحدهم في تيار المستقبل ما سمعناه عن وليد جنبلاط ـ ابن كمال جنبلاط ـ الشهيد الأول في لبنان ـ والإبن وأبيه لهما تاريخ ناصع في لبنان، وتبعاً لذلك يكون من المستغرب أن يتم التهجم على ابن الشهيد الأول بمعرض الدفاع عن ابن الشهيد الأكبر.
لقد أوضح وليد جنبلاط موقفه مراراً كإطفائي يحاول اخماد حريق يمكن أن يلهب البلد، وقد أشرنا إلى ذلك في مقالة سابقة نشرناها في صفحة المنبر في جريدة النهار بتاريخ 3 أيلول 2010 بمناسبة أحداث برج أبي حيدر، وقد أتت المقالة بعنوان «الحادث فردي والسلاح غير فردي». ومما جاء في تلك المقالة أن «وليد جنبلاط يلعب دور الإطفائي، وذلك الدور لم يأت من عبث، بل من رؤيا مستقبلية كان دوماً سباقاً إليها، وهو كان يملك دوماً الموضوعية والشجاعة التي تمكنه من النقد الذاتي، فكيف إذا كان هذا النقد يطال مسار ومستقبل البلد»
ومن يتابع وليد جنبلاط في مواقفه وتصاريحه يشعر بمرارة ذاتية ومعاناة داخلية عنده اقلها خوفه على السلم الاهلي في لبنان
من هنا نتمنى اليوم على من يسجل موقفاً معاكساً لموقف وليد جنبلاط أن يتناول هذا الموقف بالذات بالرأي والحجة ولا يخرج عن حدود ادب التخاطب والنقد السياسي. كما نتمنى عليه أن يحاول أن يجري نقداً ذاتياً لتقويم المسار.