الدكتور حلمي محمد الحجار03/03/2008 // جريدة النهار
أرسلت لجريدة النهار بتاريخ 3\3\2008 ولم نعثرعلى عدد الجريدة بين محفوظاتنا
مكتب المحامي حلمي محمد الحجار
دكتور في الحقوق
الحمرا ـ بناية استرال سنتر ـ طابق خامس
فاكس ـ تلفون: 752973/01ـ788848/03 بيروت في 3 / 3 /2008
ما حدا أحسن من حدا
النهار ـ صفحة المنبر
ما حدا أحسن من حدا
بقلم المحامي د. حلمي الحجار
مساء الجمعة الواقع فيه 29/3/2008 ضج سماء العاصمة وبعض المناطق الللبنانية بأزيز الرصاص ودوي الانفجارات، فخلنا ان القتلى والجرحى ملآت شوارع فلسطين المحتلة من العدو الاسرائيلي وان البنية التحتية هناك قد دمرت بالكامل
فهرعنا إلى شاشات التلفزة لنفاجأ بان الرصاص والانفجارات هي بمناسبة ظهور دولة رئيس مجلس النواب على شاشة التلفزة في حديث خاص مع ANB
وتذكرنا عندها ان الشيخ سعد الحريري وقبله السيد حسن نصر الله سبقاه في الظهور على شاشة التلفزة، وان أزير الرصاص ودوي الانفجارات ترافقا مع اطلالة الاثنين على الشاشة
إذا ما حدا أحسن من حدا
وكان الأستاذ نبيه ، وعلى غرار من سبقه ـ أي السيد حسن والشيخ سعد ـ ، طلب من جمهوره أن لا يطلق النار ابتهاجاً
إذا ما حدا أحسن من حدا على صعيد القيادة، كل يطلب من جمهوره أن لا يطلق النار ابتهاجاً
والجمهور الموالي لكل من تلك الزعامات والقيادات لا يتجاوب ـ عفواً يتجاوب ـ مع طلب القائد أو الزعيم، أي أن الجمهور إما أن يكون غير منضبط ، وتلك مصيبة، أو أنه « جمهور لبيب من الإشارة يفهم»، ومن ثم فالمصيبة أكبر
إذاً ما حدا أحسن من حدا على صعيد القاعدة
أيضاً عندما يطلق الرصاص من أي فريق ابتهاجاً بما قاله الزعيم أو القائد، تنبرى القيادات على الضفة الاخرى للتنديد بهذه الظاهرة التي تبدو وكأنها من عصر مضى كما وصف الرئيس جاك شيراك جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري
إذاً ما حدا أحسن من حدا من القيادات لأنها كلها تدين ظاهرة إطلاق الرصاص من الآخرين!!!
ان عادة اطلاق النار بالمناسبات هي بالفعل عادة ورثناها من عهد مضى, ورثناها من أيام الحكم العثماني وهي تعبر عن العدائية للدولة، عدائية للسلطة التي كانت قائمة في السلطنة العثمانية، ولا تزال بعض الأهازيج في القرى تعبر عن تلك العدائية من مثل « هدوا السرايا وكسروا أبوابها»
ولكن
عندما يطلق مناصر حزب الله أو حركة أمل الرصاص ابتهاجاً، فأي رصاص هذا الذي يقتل ويجرح المواطنين اللبنانيين ـ والعرب ـ ويلحق أفدح الأضرار بأملاكهم، هل هو رصاص المقاومة أو رصاص الابتهاج، وما هو معيار التفريق بين الاثنين
كذلك ان الفريق الواقف على الضفة الاخرى، في مقابل حزب الله ومن يجتمع حوله، ينتقد ثقافة الموت ويتغنى بثقافة الحياة. ولكن هل ان رصاص الابتهاج الذي يلحق الاذى بالعباد والبلاد لمجرد ان الزعيم ظهر على شاشة التلفزة، يعبر عن ثقافة الحياة
بالنهاية يصح القول ان ما حدا أحسن من حدا في لبنان سواء على صعيد القيادات أو على صعيد القواعد