الدكتور حلمي محمد الحجار05/03/2010 // جريدة النهار
يوم الاربعاء الواقع فيه 5 تشرين الثاني 2008 كان اللبنانيون ينتظرون انعقاد جولة الحوار الثانية في القصر الجمهوري في بعبدا. وقد نشرت صفحة المنبر، في ذلك اليوم، مقالة لنا بعنوان «اقتراح خصخصة الحوار بهدف خصخصة الحكم في لبنان» تدليلاً على تشاؤمنا من انعقاد جلسات الحوار
ولكن اعلان اعادة تشكيل هيئة الحوار الوطني مجدداً، في الاسبوع الفائت على امل ان تعقد أولى جلساتها يوم الثلاثاء القادم، أعاد لنا بعض الامل بجلسات الحوار المقبلة وذلك بسبب اضافة اسم جديد لهيئة الحوار هو اسم البروفسور فايز الحاج شاهين، وقد حاول بعض «الممثلين» تبديد نافذة الامل تلك بفعل ما اثاروه حول الصفة التمثلية للبروفسور الحاج شاهين.
ان البروفسور الحاج شاهين ليس بحاجة للتعريف عن القابه وشخصه كقيمة علمية وقانونية وفكرية على صعيد لبنان والعالمين العربي والفرانكوفوني. ولكن الاهم من ذلك، وفيما خص مشاركته في جلسات الحوار، فان القابه وصفاته العلمية الرفيعة، لايمكن ان تحجب مواطنيته وموضوعيته كأنسان يجيد اصول الحوار ويتقن فن البحث عن الحقيقة والوصول اليها
لقد علّم البروفسور الحاج شاهين طلابه، الذين اصبحوا من كبار رجال القانون ومن كبار العاملين في الحقل العام في لبنان وخارجه، ان الحوار هو فن سماع الآخرين وان المتحاور يفترض ان لا يكون متسرعاً باحكامه أو محكوماً بافكار مسبقة حول االمواضيع المطروحة للحوار، بل عليه ان يستمع الى آراء الآخرين ويقتنع بما هو مقنع قبل ان يصدر حكمه النهائي
لقد اعطى فخامة رئيس الجمهورية بعض الامل للمواطن اللبناني باختياره البروفسور الحاج شاهين بين اعضاء هيئة الحوار الوطني.
ولمن ينتقص من الصفة التمثيلية للبروفسور الحاج شاهين، نقول انه لو كان هناك قانون انتخابي يراعي صحة التمثيل ويعطي حرية للناخب في اختيار ممثليه من خلال تقسيم صحيح للدوائر الانتخابية واعتماد نظام انتخابي سليم، فان امثال البروفسور الحاج شاهين هم الذين كانوا مؤهلين اكثر من غيرهم للوصول الى الندوة النيابية.
وكنا نتمنى لو ان الذين اشادوا بالعلم الغزير والفكر النيّر للبروفسور الحاج شاهين، قد طالبوا رئيس الجمهورية ان يختار من بين القوى السياسية اشخاصاً بعلم البروفسور الحاج شاهين ومن طينته، إذ عندها كان المواطن اللبناني يمكن ان يتفاءل بان تتوصل طاولة الحوار الى نتائج ايجابية خلال مهلة معقولة.
ولكن بدلاً من ذلك حاول البعض ان يقلل من قيمة العلم الغزير والفكر النير بالكلام عن الصفة التمثيلية ، و لكن اعتقد وبصدق ان الصفة التمثيلية لا تنقص البروفسور الحاج شاهين على صعيد الوطن. فانا من طائفة غير طائفته ومن منطقة جغرافية غير منطقته، ولكن بالرغم من ذلك فانني كمواطن لبناني اجد نفسي جالساً على طاولة الحوار من خلال مشاركة البروفسور الحاج شاهين فيها لانه الاكثر تعبيراً عن فكري، وتبعاً لذلك فانني اعتبر ان البروفسور الحاج شاهين هو اكثر من يمثلني في طاولة الحوار.