المحامي الدكتور حلمي محمد الحجار16/06/2010 // جريدة النهار
النهار
الاربعاء 16 حزيران 2010 – السنة 77 – العدد 24075
لماذا لم يشارك جنبلاط مدعويه؟
ورد في ورقة دعوة الى العشاء حرفياً ما يأتي:
«وليد جنبلاط يتشرف بدعوتكم الى مشاركته حفل عشاء جمعية أصدقاء المكتبة الوطنية – بعقلين، وذلك يوم الخميس الواقع فيه 10 حزيران 2010 ... في فندق البريستول ... »
تمت تلبية الدعوة الى العشاء، ولدى الدخول الى القاعة كان هناك بعض الاصدقاء يقفون لاستقبال المدعوين، ولم يكن وليد بك بينهم.
وبعد اكتمال توافد المدعوين بدأت تتوالى الكلمات، وبينها كلمة القاها الاستاذ ضو لم يشر الى اي ظرف طارئ منع وليد بك من مشاركة مدعويه في العشاء الذي دعاهم الى المشاركة فيه. وكان بين المدعوين كثير من السياسيين المقربين من وليد جنبلاط، الى جانب جمع من المثقفين.
فاذا كان مألوفاً لدى السياسيين تلبية دعوة الداعي الى مشاركته في العشاء من دون أن يحضر صاحب الدعوة، فاعتقد ان مثل هذا الامر غير مألوف بالنسبة الى المثقفين من غير السياسيين.
اعتقد انه لو تنبه وليد بك الى هذا الامر لكان تداركه، اما بالحضور لمشاركة مدعويه العشاء، و اما بتتويج الدعوة بعبارة «برعاية وليد جنبلاط» بدلاً من ان توجه الدعوة الى مشاركة وليد جنبلاط في العشاء.
وكنت اتمنى لو ان احداً من المحيطين بوليد بك لفت الى هذا الامر، عملاً بالقول المأثور «صديقك من صدقك لا من صدّقك»، كما اتمنى دوماً على السياسيين ان يحوطو انفسهم بمن يصدقهم القول لا بمن يصدقهم القول لا بمن يصدّقهم، وعندها يمكن ان نأمل خيراً في مستقبل البلد. ولكن لا بدّ هنا من ان اسال نفسي: هل كنت أفكر وأكتب بهذه الطريقة لو كنت في موقع سياسي، ام انّ المركز الذي اكون فيه قد يفرض عليّ مسلكاً آخر يحتم علي ان أطيّب للبك كل ما يقوله او يفعله؟